الخطة التغذوية مابعد عمليات السمنة

عمليات السمنة تهدف بشكل أساسي للسيطرة على الأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول وغيرها، كما أنها تهدف لخسارة الوزن مع الحفاظ عليه لفترة طويلة. تُجرى جراحات السمنة عندما لا تجدي الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية نفعاً، أو عندما يكون الشخص مصاباً بمشكلة صحية خطيرة ناتجة عن الوزن الزائد. 

تساعد تلك العمليات على خسارة ما يقارب 20-35% من وزن الجسم خلال 12-18 شهر بعد العملية. فهي تعمل على حد مقدار الطعام المتناول أو تعمل على تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر المغذية كما تعمل بعضها على الطريقتين معاً.

وعلى الرغم من أن جراحة علاج السمنة يمكن أن توفر العديد من المزايا، إلا أن جميع أشكال جراحة إنقاص الوزن تُعَد إجراءات جراحية كبرى يمكن أن تشكل مخاطر وآثار جانبية كما أنها تحتاج إلى إجراء تغييرات صحية دائمة على النظام الغذائي، وممارسة التمارين بصورة منتظمة؛ للمساعدة في ضمان النجاح الطويل الأجل لجراحة علاج السمنة.

فجراحة السمنة ليست خياراً لكل المصابين بالسمنة المُفرطة، ولن يتم إجراء جراحة لعلاج البدانة إلا بعد محاولة فقدان الوزن عن طريق تحسين النظام الغذائي مع عمل التمرين الرياضي كما أنه يجب أن يكون الشخص على استعداد لإجراء تغييرات دائمة لانتهاج أسلوب حياة أكثر صحة.

ولن تكون جراحة علاج السمنة خياراً متاحاً للشخص إلا عند استيفاء الشروط التالية:

- إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 40 أو أكثر (سمنة مفرطة).

- إذا كان مؤشر كتلة الجسم 35 إلى 39.9 (سمنة)، مع الإصابة بمشكلة صحية خطيرة متعلقة بالوزن؛ مثل داء السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم الشرياني، أو انقطاع النفس النومي الشديد.

- وفي بعض الحالات، قد يصبح الشخص مؤهلًا لإجراء أنواع معينة من جراحات إنقاص الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30 إلى 34 وكان مصاباً بمشاكل صحية خطيرة متعلقة بالوزن.

 

النظام الغذائي قبل جراحة علاج السمنة:

على الرغم من أن النجاح في إنقاص الوزن قبل الجراحة ليس شرطاً للموافقة على جراحة السمنة، إلا أنه يوصى باتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية / منخفض الكربوهيدرات مع مكملات الفيتامينات والمعادن (لأن هذه الحميات ليست دائماً مكتملة من الناحية التغذوية)، لمدة لا تزيد عن 3 أشهر قبل جراحة علاج البدانة.

حيث إن النظام الغذائي منخفض السعرات يساعد في تقليل حجم الكبد مما يساعد في تحسين الجوانب الفنية للجراحة في المرضى الذين يعانون من تضخم الكبد أو مرض الكبد الدهني، كما أنه يحسن من حالة الأمراض المصاحبة للسمنة مثل مرض السكري فهو يساعد في الوصول إلى أهداف معقولة لنسبة السكر في الدم قبل الجراحة.

 

النظام الغذائي بعد جراحة علاج السمنة:

بعد إجراء جراحة إنقاص الوزن، لن يُسمَح بتناوُل الطعام لفترة من الزمن لتتمكَّن المعدة وباقي الجهاز الهضمي من الشفاء بعدها سيتبع الشخص نظاماً غذائيّاً محدَّداً لبضعة أسابيع مع العديد من القيود أو التقييدات المفروضة على مقدار الطعام ونوعية الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الشخص. فيبدأ النظام الغذائي بالسوائل فقط، ثم ينتقل إلى الأطعمة المهروسة واللينة، حتى يصل في النهاية إلى الأطعمة الصلبة/العادية.

النظام الغذائي بعد تحويل مسار المعدة مصمم للأهداف التالية:

• السماح للمعدة أن تستريح دون أن تتعرض للتمدد بفعل الطعام الذي تتناوله.
• التعوَّد على تناول كميات أقل من الطعام يمكّن المعدة التي أصبحت أصغر حجماً أن تهضمه بسهولة وأمان.
• المساعدة على إنقاص الوزن وتجنب زيادته مرة أخرى.
• تجنب الآثار الجانبية ومضاعفات الجراحة.

ويمر النظام الغذائي بعد جراحة علاج السمنة بخمس مراحل:

1. المرحلة الأولى: مرحلة الماء والسوائل الشفافة

تعتمد هذه المرحلة على شرب السوائل الشفافة فقط، وتمتد هذه الفترة إلى حوالي يومان بعد العملية.

 وتشتمل السوائل التي يمكن شربها خلال هذه المرحلة على ما يأتي:

- الماء.

- الشاي والقهوة الخالية من مادة الكافيين.

- مرق الخضار أو الدجاج أو لحم (يجب أن تكون صافية وبدون عوالق أو دهون مضافة أو ماجي).

- العصائر الطبيعية أو الجاهزة الخالية من السكر أو العسل (يسمح فقط بالعصائر التي تكون بلا لون أو لب مثل: عصير التفاح أو العنب أو الجزر أو الرمان أو التوت أو الأناناس).

- جيلي/ الجيلاتين خالي من السكر.

ملاحظة:

يبدأ شرب السوائل بشكل عام بشكل تدريجي حيث يسمح فقط ب 30 مل من السوائل في الساعة عن طريق كوب الدواء في أول يوم و تزيد كمية الشرب لـ  60 ملل من السوائل كل نصف ساعة حتى تصبح 6-8 أكواب يومياً في اليوم.

كما يجب ان يكون الرشف ببطء والتوقف عند الشعور بالشبع أو الغثيان، وأن تكون جميع الأدوية التي يجب أن يتناولها الشخص في صورة سائلة / قابلة للمضغ.

2. المرحلة الثانية: مرحلة السوائل الكاملة/ الكثيفة

بعد الانتهاء من المرحلة الأولى يجب استشارة الطبيب حول إمكانية الانتقال إلى المرحلة الثانية من النظام الغذائي، وتبدأ في اليوم الثاني من العملية وتمتد إلى 10-14 يوم بعد العملية.

وتشتمل السوائل التي يمكن شربها خلال هذه المرحلة على ما يأتي:

- جميع السوائل الشفافة والكاملة (الغير شفافة)، والجلي.

- الحليب أو اللبن خالي الدسم.

- الحليب النباتي خالي الدسم وبدون إضافة سكر.

- الشوربات المطحونة وبدون عوالق أو دهون مثل: شوربة العدس والشوفان والبطاطس أو الخضار.

3. المرحلة الثالثة: مرحلة الطعام المهروس أو المطحون بالخلاط

في حال سمح الطبيب بالانتقال للمرحلة الثالثة من النظام الغذائي بعد العملية يجب الالتزام بالمشروبات الواردة في المرحلتين الأولى والثانية مع إضافة الطعام المهروس، وتبدأ بعد انتهاء الأسبوع الثاني من العملية وتمتد إلى 10-14 يوم.

وتشتمل الأطعمة التي يمكن تناولها خلال هذه المرحلة على ما يأتي:

- جميع ماذكر في المراحل السابقة.

- الشوربات المهروسة.

- الفواكه الطازجة والمهروسة – الموز أو التفاح المسلوق.

- الحمص أو الفول المطحون بدون قشور.

- الأجبان ذات القوام السائل واللبنة والزبادي.

- الكورن فلكس والشوفان المطبوخ والمطحون.

- اللحوم والدجاج والأسماك المهروسة (منزوعة الجلد وخالية من الدهون).

- البطاطا المهروسة.

ملاحظة:

يجب أن يكون الطعام مطحون ومهروس في الخلاط حتى يصبح ناعم ومتجانس بشكل تام، بحيث لا يحتاج إلى مضغ أبداً.

4. المرحلة الرابعة: مرحلة الطعام الطري اللين

بعد التأكد من الطبيب المشرف حول إمكانية الانتقال للمرحلة الرابعة يمكن إضافة الطعام الطري إلى النظام الغذائي، وتبدأ بعد انتهاء الشهر الأول من العملية وتمتد إلى أكثر من 14 يوم.

وتشتمل الأطعمة الطرية التي يمكن إضافتها في هذه المرحلة: 

- جميع ماذكر في المراحل السابقة.

- اللحم المفروم.

- البيض المسلوق.

- السمك المشوي.

- الفاكهة المعلبة والفاكهة الطازجة اللينة.

- الخضار المعلبة والخضار المطبوخة.

ملاحظة:

باستطاعة الشخص في هذه المرحلة من النظام الغذائي بعد العملية البدء بتناول الطعام الطري، لكن مع الحرص على تجزئة كل وجبة إلى جزيئات صغيرة يسهل هضمها.

5. المرحلة الخامسة: الطعام الصلب/العادي

تبدأ الحياة تسير ضمن المجرى الطبيعي ضمن هذه المرحلة من النظام الغذائي بعد العملية، تبدأ هذه المرحلة بعد حوالي الشهرين. ويستطيع الشخص في هذه المرحلة تناول الأطعمة الصلبة مع الحرص على عدم تناول قطع كبيرة، بل تجزئة الوجبة إلى لقم صغيرة منعاً لحدوث أي مضاعفات، مثل: الغثيان، والاستفراغ.

ويكون النظام الغذائي عالي بالبروتين وقليل بالدهون والسكر، كما يجب تجنب بعض الأطعمة التي قد تسبب مشاكل للشخص.

ومن الأطعمة التي يمكن أن تسبب مشاكل في هذه المرحلة:

• أنواع الخبز اللينة واللزجة
• المشروبات الغازية
• الخضروات غير المطهية
• الخضروات الليفية المطبوخة مثل الكرفس أو البروكلي أو الذرة أو الكرنب
• اللحوم الصلبة أو اللحوم التي تحتوي على غضاريف
• اللحوم الحمراء
• الأطعمة المقلية
• الأطعمة الحارة وكثيرة التوابل
• المكسَّرات والبذور
• الفشار

 

في الختام: التزام الشخص بالنصائح التي يقدمها الطبيب وأخصائي التغذية العلاجية يعتبر من أهم العوامل المساعدة في إنقاص الوزن واستمرار نزوله والحفاظ عليه.